سألت ليو تشينغ روي بجفاء : هذا أنت ؟
و من ثم قالت في نفسها ' سيكون أمرًا غريبًا أن يكون شياو تيانياو وحده ، ففي العادة هو دائمًا مع سو يو و لين مينغ فينغ اللذان كانا بمثابة يده '
أثناء تفكيرها في هذا ، نظرت ليو تشينغ روي حولها لتعرف ما إن كان لين مينغ فينغ هنا .
لكن على ما يبدوا أن سو يو قد جاء لوحده فقد كان الثلاث هم الأشخاص الوحيدون الموجودون في هذه المنطقة من الغابة .
لم يفعل سو يو شيئًا عدا النظر ببغض إلى ليو تشينغ روي ، و من نظراته بدا و كأنه لا يطيق النظر إليها .
سألت ليو تشينغ روي نفسها ' ماذا فعلت له ؟ '
فمنذ أن عرفت هذا الرجل كان ينظر إليها و كأنها قتلت تسعة أجيال من عائلته .
لم يطل سو يو النظر إلى ليو تشينغ روي فقد تجاوزها و وقف بجوار شياو تيانياو .
همس ' إستعمل التخاطر '
أومأ شياو تيانياو برأسه ، ليسمع على الفور صوت سو يو الذي كان أشبه بالطنين .
قال "" هل جننت ؟؟
لقد غبت لشهرين و نصف و تركت كل ما لديك لمجرد إمرأة قد تكون هي .
أعني من نبرتها عند رؤيتي ، هي نفس الشخص لكن هذا لا يعني أن ما فعلته يستحق أن تترك كل عملك لأجلها .
شياو تيانياو ، نحن الأن في فترة حساسة و أنت قائدنا .
سنهجم بعد عام و أنت هنا في الغابة مع إمرأة غبية .
هل طار عقلك ؟
ماذا فعلت لك ؟ هل سحرتك ؟ ""
من شكله كان سو يو يبدوا كشخص لئيم ، لكن ما قاله الأن لم يجعله يبدوا كشخص لئيم بل أثبت أنه كذلك !
نظر شياو تيانياو ببرود إلى سو يو ، حتى أنه أطلق ظغطه إتجاهه ، قال "" أصمت .
أموري لا تعنيك ، و أنت لا تمتلك أي حق في الحكم على ليو تشينغ روي لأنك لا تعرف أي شيء عنها ""
تجاوز سو يو هذا الأمر و لم يجادل فيه كثيرًا لأنه كان يدرك أنه كان أمرًا عقيمًا .
قال "" لنعد الأن .
لين مينغ فينغ يدير وحده أمور المنظمة ""
سأل شياو تيانياو "" هل هناك مشاكل ؟ ""
أجاب سو يو "" لا ""
سأل شياو تيانياو "" هل هناك تحركات جديدة من الفصائل أو الفاتيكان ""
أجاب سو يو "" لا ، لكن هذا هو الغريب في الأمر ""
ظهرت إبتسامة على وجه شياو تيانياو ، ليست مصطنعة أو فارغة ، لقد كانت من قلبه ، قال "" بما أنه لا توجد مشاكل ، عد أنت و سأعود بعد ذلك ""
شعر سو يو بالغضب بسبب ما قاله شياو تيانياو ، لكن عند رؤيته هكذا صمت و لم يقل شيئًا .
قال في نفسه ' لم يبتسم هكذا منذ سنوات '
و بسنوات فهو يعني حوالي خمسين سنة عندما كان وليًا للعهد .
فمنذ أن تعرض شياو تيانياو للخيانة كان مثل جسد فارغ و فقد ثقته بكل من حوله .
فقط سو يو و لين مينغ فينغ من وثق بهما و إستطاع الإعتماد عليهما ، و هذا لأنهما عانا من نفس معاناته و شربوا المر و الحو مع بعضهم البعض .
كان الزمن مثل دواء بطيئ المفعول ، فعندما ظن سو يو و لين مينغ فينغ أن شياو تيانياو تمكن من تجاوز أمر الخيانة جاءت ليو تشينغ روي .
لم تكن تعني شيئًا في البداية لثلاث ، لكن مع مرور الوقت تغيرت الأحوال .
لاحظ سو يو و لين مينغ فينغ إهتمام شياو تيانياو بها و لو كان طفيفًا ، و لهذا شعرا بالخوف .
لقد كانا خائفان من أن يتعلق بها .
هما لم يكونا يحتقرانها أو شيء كهذا ، هما فقط لم يرغبا في أن تؤثر على نفسية شياو تيانياو .
فلا ننسى أن شياو تيانياو تمت خيانته من أقرب الناس إليه و الذي كان شقيقه بالدم .
لقد وثق به ، لكن الأخير قد ألصق فيه تهمة التعامل مع المزارعين الشيطانيين .
لم يكتفي بهذا فقط بل نفاه من كل العالم المقفر ، أعاقه و تسبب في فقدانه للذاكرة .
و بعد التكفل به ، قام بإبادة عائلات جميع من كان مواليًا لشياو تيانياو و عائلتا سو يو و لين مينغ فينغ كانتا من تلك العائلات .
عند حدوث هذا كان شياو تيانياو مثل القشرة الفارغة ، و فقط بعد أن وجده سو يو و لين مينغ فينغ أصبح لديه هدف واضح لأجل الإنتقام لنفسه و لحلفائه .
لكن ...
إنتكس شياو تيانياو مرة أخرى ، و هذا بعد أن ظن أن ليو تشينغ روي قد ماتت .
لا أحد يعرف حالة شياو تيانياو أفضل من سو يو و لين مينغ فينغ و قد كانا حزينين كلما رؤوه بتلك الحالة .
لقد أدركا عندها أن شياو تيانياو قد أحب ليو تشينغ روي حقًا .
توقف سو يو عن التفكير في هذا ، نظر إلى شياو تيانياو و من ثم إلى ليو تشينغ روي ، قال : سأذهب معكما لتسريع الوقت و الطريق .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها بالقبول ، قالت في نفسها ' من سيرغب في البقاء معك لوقت أطول على أي حال ؟ '
أما شياو تيانياو فقد كان يعرف سبب بقاء سو يو ، و وجد أنه كان في صالحه لذا قبل بهذا .
...
مر يومان على مجيئ سو يو ، و حتى الأن ما يزال يبدوا لئيمًا للعيون رغم أنه لم يقل شيء .
فقط شياو تيانياو و ليو تشينغ روي من تحدثا في أمور التدريب فقط .
كانت جبال الفراغ قاب قوسين أو أدنى حتى يصل إليها الثلاث ، لكن كلما إقتربوا منها كان الثلج و الصقيع يزداد .
ففي هذه المرحلة من الرحلة لا وجود للوحوش ، فقط برد و جليد و صقيع بحيث لا يوجد أي شيء حي يستطيع العيش هنا .
قال شياو تيانياو : سأسبقكم .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، و بعد إبتعاد شياو تيانياو قليلًا سألت سو يو : لقد تركنا وحدنا عن قصد ، أليس كذلك ؟
أجاب سو يو بغير خاطر : نعم .
و من ثم سأل : كيف ما زلت على قيد الحياة ؟
ألم تموتي قبل سبعة عشر سنة ؟
أجابت ليو تشينغ روي بالحقيقة ، لأنه إذا صدقها سو يو أو لم يفعل ستكون مشكلته ، قالت : لقد مت فعلًا ، لكنني مازلت على قيد الحياة .
قال سو يو بإنزعاج : من الغبي الذي سيصدق هذا .
قالت ليو تشينغ روي مع عيون باردة : صدق أو لا تصدق هذا ليس من شأني .
مرت دقائق بعد هذا و المكان في صمت مميت ، فقط صوت الرياح الذي كان يخترق الآذان .
قاطع سو يو الصمت : إبتعدي عنه .
أنتما لستما مناسبان لبعضكما البعض .
شعرت ليو تشينغ روي و كأن سو يو كان مثل والدة الشاب الغني التي تطلب من الفتاة الفقيرة و الجميلة الإبتعاد عن إبنها .
في هذه الحالة كان سو يو الوالدة .
لين مينغ فينغ الوالد ، شياو تيانياو الشاب الغني و هي الفتاة المسكينة .
لم تعرف ليو تشينغ روي إذا كانت تضحك أو تبكي بسبب هذا ، فهي لم تكن تبدوا كفتاة مسكينة بأي طريقة .
قالت ليو تشينغ روي : لكن أنا لست من يتبعه ، هو من يفعل .
لقد كنت أعرف أنه بطريقة أو بأخرى ما يزال على قيد الحياة لكنني لم أبحث عنه ، هو من فعل .
قال سو يو : إذن أوقفيه .
سألت ليو تشينغ روي السؤال الذي لطالما أرادت طرحه على سو يو ، قالت : لماذا تكرهني ؟
فجأة توقف سو يو عن المشي ، نظر إلى ليو تشينغ روي و قال : أنا لا أكرهك ، لا أبغضك و لا أحبك أيضًا .
أنا فقط أتمنى لو لم تكوني موجودة .
كانت عيون ليو تشينغ روي باردة لكنها لم تستطع أن تمسك ضحكتها عندما سمعت هذا ، قالت : ألا يعني هذا نفسه موتي ؟
أجاب سو يو : لا أعني هذا ، أنا فقط أتمنى لو لم تتعرفي أنت و شياو تيانياو .
أو من ما أراه الأن ، أتمنى لو لم يكن هذا من جانب واحد .
أنا لا أحتقرك يا ليو تشينغ روي ، أنت من عائلة نبيلة غنية ، موهبة تأتي مرة في المليون سنة و جمال مبهر .
أنا فقط أكره أثرك على حياة شياو تيانياو ، قد تعرفين فقط شكله و إسمه لكنك لا تعرفين ما عانى منه في حياته و ربما لا تريدين أن تعرفي حتى .
ليو تشينغ روي ، أنا لا أريد لأخي أن يكسر للمرة الثالثة لأنه إن فعل فهو لن يعود إلينا .
سألت ليو تشينغ روي بجدية : ماذا تعني بهذا ؟
أجاب سو يو : يمتلك جميع المزارعين شيئًا يسمى بالإرادة و شياو تيانياو واحد منهم .
قد لا تكون شيئًا مهمًا ، لكنها أهم ما يجب أن يمتلك المزارع .
كسرت إرادة شياو تيانياو في العيش للمرة الأولى عندما تمت خيانته من أقرب الناس إليه .
لقد كان شبه ميت عندما وجدناه في المنفى ، و إختفى كل فخره عندما كان وليًا للعهد .
المرة الثانية كانت عندما عرف بموتك ، و قد كان أشبه بالميت .
لا يأكل ، لا يشرب ، لا يعمل ، لا يزرع .
فقط يتمتم بإسمك كالمجنون ، و بالكاد تمكن من تخطي هذا الأمر .
لكن الأن ، إذا كسر للمرة الثالثة سيتلاشى بالكامل .
سيموت ، خاصة في هذه المرحلة من زراعته التي تعتمد فقط على الإرادة .
لا يهمني ما هي مشاعرك تجاهه كانت حبًا أو كراهية ، أنا أتمنى فقط أن لا تكسريه إلى قطع .
سألت ليو تشينغ روي نفسها ، لكنها لم تدرك أنها كانت تتكلم بصوت عالي ، قالت : كيف تمكن من الوصول إلى هذه المرحلة إن كان كل شيء يؤثر عليه ؟
أجاب سو يو : لا شيء يؤثر عليه ، فقط أنت من تفعلين .
و لهذا أنا لا أطيقك .
في البداية قلت أنك لا تناسبينه لأسباب تتعلق بالمستوى و تلك الأسباب التافهة .
لقد كان هذا عذرًا ، لأنني كنت أدرك طبيعة شياو تيانياو في التعلق بالناس .
لأنه حالما يحب أو يثق بشخص ما حقًا ، سيفعل أي شيء لأجلهم و بالطبع سيتأذى من أجلهم .
لهذا كرهتك ، لأنك تمكنت بطريقة ما بإكتسابه .
المشكلة أنه بعد عرض مواهبك في الميراث ، لا يمكنني أن أجد أي عذر مناسب لرفضك .
لذا إختاري .
أتركيه أو كوني معه لما تبقى من حياتكما .
لم تصدق ليو تشينغ روي ما كانت تسمعه ، لقد كانت متفاجأة و لم تجد الوقت حتى للتعاطف مع شياو تيانياو أو أي أحد آخر .
قالت متفاجأة : ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه ؟!
ما علاقتي أنا في ما يحدث مع أخيك ؟
أريد توضيح بعض الأمور يا سو يو .
شياو تيانياو و أنتم يا رفاق لم تكونوا تعانون لوحدكم ، لستم أنتم الوحيدون البائسون في هذا العالم .
لأننا جميعنا نعاني بطريقتنا الخاصة .
شياو تيانياو ليس الشخص الوحيد الذي كسر .
أنظر إلي ، من مظهري فقط و سيناديني الناس بذلك .
منذ أن فتحت عيناي في هذا العالم و أنا أعاني ، لكن هل قلت شيئًا ؟
هل تذمرت ؟
لا لم أفعل ، و شياو تيانياو لم يفعل هذا أيضًا .
أنت الوحيد الذي تتذمر حول كل شيء هنا .
أقدر أنك تهتم بشياو تيانياو و تعتبره أخاك ، لكن لا تجعل هذا الإهتمام يتعداه لأنه يجعلك تبدوا مثل شوكة في العين .
لم يتوقع سو يو أن تقول ليو تشينغ روي كل هذا ، و بعد بعض التفكير وجد أنها محقة في كل ما قالته .
فالجميع يعاني و ليس هو و من معه فقط ، لقد كان سو يو مدركًا لهذا أيضًا .
لكن بالنسبة له كان تشويه إسمك ، نفيك ، قتل عائلتك أمام عينيك هي المعانات بحد ذاتها .
قال سو يو : أسف لأني نسيت بأن كل الناس يشعرون بالألم ، لكن الجميع يظن أنه يعاني أكثر من الأخرين و أنا من هذا النوع من الناس .
ماتت كل عائلتي أمام عيناي ، و حتى الخدم لم ينجوا من الكارثة لذا أصبح شياو تيانياو و لين مينغ فينغ أخواي .
هما عائلتي و لن أسمح لأي شيء يضرهم حتى و لو كان سخيفًا .
...
م / م : رأيكم في وجهة نظر سو يو على ليو تشينغ روي و ما إن كان هذا سببًا مقنعًا للتعامل معها هكذا ؟
أتمنى أن تستمتعوا 😊😊